
أيام في بورما
جورج أورويل
رواية "أيام في بورما" هي أول عمل روائي للكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل، نُشرت لأول مرة في نيويورك عام 1934. تدور أحداث الرواية في بورما خلال عشرينيات القرن العشرين، عندما كانت البلاد تحت الحكم الاستعماري البريطاني. تعكس الرواية الجانب المظلم للإمبراطورية البريطانية، حيث تسلط الضوء على قضايا مثل الإمبريالية، العنصرية، الفساد، والاغتراب النفسي الذي يعاني منه الأفراد تحت وطأة الاستعمار. من خلال شخصيات محكمة النسج، يركز أورويل على "جون فلوري"، رجل إنجليزي يعيش في بورما ويعاني من العزلة والفقر، ويكافح للتعامل مع النظام الفاسد الذي يقوض القيم الإنسانية. تتنوع الشخصيات بين المستعمرين البريطانيين الذين يعيشون بعيدًا عن وطنهم، والبورميين والهنود الذين يعانون من الظلم والفقر تحت الحكم الأجنبي. تعتبر الرواية نقدًا لاذعًا للاستعمار البريطاني، حيث تصور الفساد والتعصب الإمبراطوري الذي يعامل السكان الأصليين على أنهم أدنى منزلة. بأسلوبه الواقعي والقوي، يأخذنا أورويل في رحلة تكشف تفاصيل العنف الفكري والتمييز العنصري، مما يجعل القارئ يتساءل عن معنى العدل والكرامة الإنسانية. هذه الرواية ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي دعوة للتفكير في الأبعاد الإنسانية للسياسة والقوة، مما يجعلها قراءة ضرورية لكل من يسعى لفهم التعقيدات الاجتماعية والسياسية في عالمنا اليوم.